أشهر من أحرقوا كتبهم بأنفسم في أخر عمرهم ~ أيجى فنى

الأربعاء، 26 يونيو 2013

أشهر من أحرقوا كتبهم بأنفسم في أخر عمرهم


عاش ابو حيان التوحيدي في فترة الخلافة العباسية وكان حكيماً واديباً وفيلسوفاً صوفياً .. شارك في علوم شتى ، وكان صاحب طراز فريد في الكتابة والتأليف ، ومن كتبه مثلاً : الصديق والصداقة، الامتاع والمؤانسة، المقابسات .. الخ .

 
وكان أبو حيان قد أحرق كتبه في آخره عمره لقلة جدواها، وضنا بها على من لا يعرف قدرها بعد موته. وكتب إليه القاضي أبو سهل علي بن محمد يعذله على صنيعه، ويعرفه قبح ما اعتمد من الفعل وشنيعه. فكتب إليه أبو حيان يعتذر من ذلك: حرسك الله أيها الشيخ من سوء ظني بمودتك وطول جفائك، وأعاذني من مكافأتك على ذلك، وأجارنا جميعاً مما سود وجه عهد إن رعيناه كنا مستأنسين به، وإن أهملناه كنا مستوحشين من أجله، وأدام الله نعمته عندك، وجعلني على الحالات كلها فداك.




 وافاني كتابك غير محتسب ولا متوقع على ظمأ برح بي إليه، وشكرت الله تعالى على النعمة به علي، وسألته المزيد من أمثاله، الذي وصفت فيه بعد ذكر الشوق إلي، والصبابة نحوي ما نال قلبك والتهب في صدرك من الخبر الذي نمى إليك فيما كان مني من إحراق كتبي النفيسة بالنار وغسلها بالماء، فعجبت من انزواء وجه العذر عنك في ذلك، كأنك لم تقرأ قوله جل وعز: (كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون)، وكأنك لم تأبه لقوله تعالى: (كل من عليها فان). 


اعلان
Comments
0 Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تابعنا علي الفيس بوك

أعلان الهيدر

أخر الأخبار